×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

كان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس ذكرًا لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وَمَا وَالاهُ،

*****

وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ[النساء: 103].

والذكر لا يكلف الإنسان شيئًا؛ فاللسان لا يتعب من الذكر، مهما أكثرت من ذكر الله، فإن اللسان لا يتعب، وهذا من خصائص اللسان، وأما البدن والركوع والسجود، فإن بدن الإنسان يتعب، ولكن اللسان لا يتعب.

والذكر ميسر: تذكر الله في أي حالة كنت عليها؛ وأنت تمشي، وأنت جالس، وأنت راكب، وأنت مستلقٍ على فراشك، وكذلك تذكر الله إذا صحوت من النوم، تذكر الله دائمًا وأبدًا، فعليك بتعويد لسانك على ذلك، وهذا هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

كلامه صلى الله عليه وسلم كله ذكر لله عز وجل، سواء أكان في التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله، أو كان في الدعوة إلى الله، أو كان في تعليم العلم النافع؛ فكل كلامه صلى الله عليه وسلم ذكر لله عز وجل.

قوله: «كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه»، قد جاء في الحديث: «أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاهُ، وَعَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا» ([1]).


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (2322)، وابن ماجه رقم (4112)، والطبراني في «الأوسط» رقم (4072).