وكان أمره ونهيه
وتشريعه ذكرًا منه لله. وكان إخباره عن أسماء الرب وصفاته، وأحكامه وأفعاله، ووعده
ووعيده، ذكرًا منه له، وثناؤه عليه بآلائه، وتمجيده، وتسبيحه وتحميده ذكرًا منهُ
له، وسكوته ذكرًا منه له بقلبه. فكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائمًا وقاعدًا
وعلى جنبه،
*****
أمره ونهيه للناس،
وتشريعه للناس كله ذكر لله؛ التعليم ذكر لله عز وجل، الدعوة إلى الله، قال تعالى: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ
ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55].
إخباره صلى الله
عليه وسلم عن الله عز وجل كله ذكره لله، إذا ذكر أسماء الله وصفاته، وعلمها للناس،
وبينها، فإن هذا ذكر لله عز وجل، وذكر أفعال الله وخلقه للسموات والأرض، ورزقه
للناس، هذا ذكر لله؛ لأنه تعظيم لله، وبيان لأفعال الله جل وعلا؛ فهو ذمر لله عز
وجل.
ذكره صلى الله عليه
وسلم لآلاء الله سبحانه وتعالى؛ أي: لنعم الله وتعداده لنعم الله؛ من أجل شكره
-سبحانه-، وتذكير الناس بها، وحثهم على شكرها، فهذا -أيضًا- ذكر لله عز وجل، وهذا
ديدنه صلى الله عليه وسلم؛ فقد كانت مجالسه عامرة بذكر الله، والاستغفار والتوبة.
حتى في سكوته صلى
الله عليه وسلم فهو يذكر الله بقلبه، ويتفكر في آيات الله، فالتفكر عبادة، التفكر
في ملكوت الله وفي نعم الله ذكر الله عز وجل.
كان ذكره صلى الله
عليه وسلم لله ملازمًا له في كل أحواله: في حضره وسفره، ومشيه وجلوسه، كله لا يخلو
من ذكر الله عز وجل.