×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل في مبدأ الهجرة التي فرق الله بها بين أوليائه وأعدائه

في مبدأ الهجرة التي فرق الله بها بين أوليائه وأعدائه، وجعلها مبدأً لإعزاز دينه، ونُصرة ورسُوله.

*****

بعد الإسراء والمعراج بسنة أو سنة وأشهر شرع الله الهجرة لرسوله صلى الله علسه وسلم من مكة إلى المدينة، وأما الهجرة إلى الحبشة، فقد كانت قبل ذلك.

هذه الهجرة التي فرق الله سبحانه وتعالى بها بين أوليائه وأعدائه، بخلاف الهجرة إلى الحبشة، فقد كانت حالة ضرورة.

الهجرة أمرها عظيم؛ فهي تأتي قبل الجهاد، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ[البقرة: 218].

الهجرة في اللغة: ترك الشيء، هجره أي: تركه ([1]).

وأما الهجرة في الشرع: فالمراد بها الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام فرارًا بالدين. وهي باقية إلى أن تقوم الساعة، وليست منسوخة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ» ([2])، فمعناه: لا هجرة من مكة إلى المدينة بعد فتح مكة؛ لأن مكة صارت دار إسلام؛ فلا حاجة إلى الهجرة.


الشرح

([1] انظر مادة (هجر) في: العين (3/386-387)، وتهذيب اللغة (6/28-31)، والصحاح (2/851 - 852).

([2] أخرجه: البخاري رقم (2783)، ومسلم رقم (1864).