قال الزهري:
«حدثنا مُحمدُ بنُ صالحٍ عن عاصم بن عُمر بن قتادة ويزيد بن رُومان وغيرهما
قالُوا: أقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين من أول نُبوته
مستخفيًا، ثُم أعلن في الرابعة، فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين، يُوافي الموسم
كل عامٍ، يتبعُ الحاج في منازلهم،
*****
وأما الهجرة التي هي
الفرار بالدين فهي باقية إلى أن تطلع الشمس من مغربها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُ
التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» ([1])؛ أي: عند قيام
الساعة، فهي باقية ومطلوبة.
الدعوة كانت سرية
لمدة ثلاث سنين في بيت الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه.
ثم أمره الله جل
وعلا بالجهر بالدعوة: ﴿فَٱصۡدَعۡ
بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]، فجهر
بالدعوة، فانتقل بالدعوة من السرية إلى الإعلان للناس، وحصل عليه صلى الله عليه
وسلم من المضايقات والأذى وعلى أصحابه ما حصل.
إقامته في مكة بعد
البعثة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الدعوة سرية لمدة
ثلاث سنين.
القسم الثاني: الدعوة جهرية،
وكانت لمدة عشر سنين.
من حكمة الله عز وجل أنه يبعث الرسل في المدن التي يرجع
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2479)، والدارمي رقم (2555)، والنسائي في «الكبرى» رقم (8658).