وفي المواسمِ
بعكاظٍ، ومجنة، وذي المجاز، يدعوهم إلى أن يمنعُوهُ، حتى يُبلغ رسالاتِ ربه،
ولهُمُ الجنةُ، فلا يجدُ أحدًا ينصُرُهُ ولا يُجيبُهُ، حتى إنه ليسألُ عن القبائل
وَمَنَازِلَهِا قبيلةً قبيلةً.
*****
إليها الناس، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ
ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبۡعَثَ فِيٓ أُمِّهَا رَسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۚ﴾ [القصص: 59]، فيبعث
الرسل في المدن الكبيرة، التي يرجع إليها الناس، وأكبر المدن في الأرض هي مكة
المشرفة، بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم منها؛ لأن الناس يفدون إليها في الحج
والعمرة، فكان صلى الله عليه وسلم يتتبع منازل الحجاج في منى، ويدعوهم إلى الله عز
وجل قبيلة قبيلة.
يعرض صلى الله عليه
وسلم دعوته في موسم الحج في منازلهم في منى، ويعرضها -أيضًا- في الأسواق، أسواق
العرب المشهورة، فقد كان العرب يأتون إلى الأسواق المشهورة؛ مثل: سوق عكاظ، وهو
قريب من الطائف، وفي ذي المجاز عند عرفات، وفي مجنة في أسفل مكة، هذه أسواق العرب،
كان صلى الله عليه وسلم يأتي إلى أسواق العرب هذه حيث تجمع الناس والتجار، ويدعوهم
إلى الله.
ومع هذا لم ييأس صلى
الله عليه وسلم، لا يجد من يجيبه، ولا ينصره، ومع هذا لم ييأس صلى الله عليه وسلم،
بل كان يكرر عليهم الدعوة، حتى يسر الله له.
يتعرف عليها، أين
القبيلة الفلانية، وأين تنزل، وكم عدد القبائل التي تأتي؛ من أجل أن يتتبعها، وهذا
من الحرص على تبليغ الدعوة وهداية الناس.