×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ويقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا، وتملكوا بها العرب،

وتدينُ لكُم بها العجمُ، فإذا مُتم، كُنتم مُلُوكًا في الجنة».

*****

قوله: «قُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، ليس المراد القول باللسان فقط، وإنما المراد: الالتزام بمعناها، والعمل بمقتضاها، وهو: ترك عبادة الأصنام وإخلاص العبادة لله عز وجل.

فلا يفلح من قال: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، حتى يقولها بلسانه، ويعتقدها بقلبه، ويعمل بها في جوارحه.

كذلك حصل هذا، لما قالوها عن صدق، ملكوا العرب، بل ملكوا العجم -أيضًا- في المشرق والمغرب.

وتدين لكم بها العجم؛ أي: يدفعون لكم الجزية، ويدخلون تحت حكم الإسلام، وقد حصل هذا: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ[التوبة: 33].

قوله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم»، هذا في الدنيا.

وقوله: «كنتم ملوكًا في الجنة»؛ أي: في الجنة تكونون ملوكًا، وليس أناساً عاديين، بل ملوك في الجنة، ملك دائم. وهذا كله من ثمرة «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» حقيقة ومعنى.


الشرح