ويقُولُ: «يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا، وتملكوا بها
العرب،
وتدينُ لكُم بها
العجمُ، فإذا مُتم، كُنتم مُلُوكًا في الجنة».
*****
قوله: «قُولُوا: لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، ليس المراد القول باللسان فقط، وإنما
المراد: الالتزام بمعناها، والعمل بمقتضاها، وهو: ترك عبادة الأصنام وإخلاص
العبادة لله عز وجل.
فلا يفلح من قال: «لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ»، حتى يقولها بلسانه، ويعتقدها بقلبه، ويعمل بها في
جوارحه.
كذلك حصل هذا، لما
قالوها عن صدق، ملكوا العرب، بل ملكوا العجم -أيضًا- في المشرق والمغرب.
وتدين لكم بها
العجم؛ أي: يدفعون لكم الجزية، ويدخلون تحت حكم الإسلام، وقد حصل هذا: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ
رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ﴾ [التوبة: 33].
قوله: «يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا، وتملكوا بها العرب،
وتدين لكم بها العجم»، هذا في الدنيا.
وقوله: «كنتم ملوكًا
في الجنة»؛ أي: في الجنة تكونون ملوكًا، وليس أناساً عاديين، بل ملوك في
الجنة، ملك دائم. وهذا كله من ثمرة «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» حقيقة
ومعنى.