*****
فإن الله سبحانه
وتعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق -الهدى: هو العلم النافع، ودين الحق: هو العمل
الصالح-، فدعا صلى الله عليه وسلم الناس إلى هذا الدين، فمنهم من من الله عز وجل
عليه، فاستجاب لهذه الدعوة، ودخل في دين الله عز وجل، ومنهم من امتنع؛ أي منهم من
قبلها ظاهرًا وباطنًا، وهم المؤمنون الصادقون، ومنهم من رفض هذه الدعوة ظاهرًا
وباطنًا، وهم الكفار والمشركون، ومنهم من قبلها ظاهرًا، وكفر بها باطنًا، وهم
المنافقون الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، فهذه أقسام الناس.
ثم إن المؤمنين منهم
المستقيم على دين الله عز وجل، ومنهم من عنده تقصير في ترك بعض الواجبات، أو
ارتكاب لبعض المحرمات، ولكن معه أصل الإيمان والتوحيد.
ورسول الله صلى الله
عليه وسلم عامل كل صنف بما يليق به؛ فعامل المؤمنين بما أمره الله سبحانه وتعالى
به من التواضع لهم، ومحبتهم، ومشورتهم؛ التشاور معهم؛ كما يأتي بيانه.
قال تعالى: ﴿وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ
ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الشعراء: 215].
وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ﴾ [آل عمران: 159].
الصفحة 1 / 613