فصل في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم قومه إلى دينه
ولما
دعا صلى الله عليه وسلم إلى الله، استجاب له عباد الله من كل قبيلةٍ، فكان حائز
قصب سبقهم صديق الأمة أبو بكر رضي الله عنه،
*****
في هذا الفصل يذكر المؤلف
رحمه الله بدء دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، وذلك في مكة، وقد بدأ
صلى الله عليه وسلم يدعو لما أنزل الله عليه قوله تعالى: ﴿قُمۡ فَأَنذِرۡ ٢ وَرَبَّكَ
فَكَبِّرۡ ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ ٤ وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ ٥ وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ ٦ وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ﴾ [المدثر: 2- 7]، فقام صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى
الله عز وجل في جو معتم مظلم بالشرك وعبادة الأصنام، فقام يدعو إلى الله وحده، ليس
معه أحد، إلا الله سبحانه وتعالى، فآمن له الأفراد على خوف من أذى المشركين، فكان
أول من آمن به من النساء خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، وأول من آمن
به من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأول من آمن به من الأطفال علي بن أبي
طالب، وأول من آمن به من الموالي مولاه زيد بن حارثة، ثم استجاب له أفراد من كل
قبيلة.
والدعوة كانت سرية
في أول أمرها، ثم إنه نزل عليه قوله تعالى: ﴿فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]، فدخلت
الدعوة في طور الجهر، فدعا إلى الله عز وجل علانية، وسب عبادة الأصنام، وسب
الأصنام وأهلها، فزادت عداوة المشركين عليه صلى الله عليه وسلم وعلى من اتبعه، ثم
كان ما كان من مراحل الدعوة.
أبو بكر الصديق هو أول من آمن به من الرجال، وآمن على يده كبار من الصحابة: عثمان، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص.
الصفحة 1 / 613