×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فآزره في دين الله، ودعا معهُ إلى الله، فاستجاب لأبي بكر: عثمانُ، وطلحة، وسعد.

وبادرت إلى الاستجابة صديقةُ النساء: خديجة رضي الله عنها، وقامت بأعباء الصديقية.

*****

أول ما جاءها صلى الله عليه وسلم من الغار خائفًا يرتجف؛ من شدة ما لقي، طمأنته رضي الله عنها، وهدأت من روعه.

ولما قال لها: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، قالت: «كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ»، فاستدلت بصفاته صلى الله عليه وسلم الكريمة على أن الله لا يخزيه، وإنما يكرمه، وهذا من وفرر عقلها، وقوة تفكيرها، ونظرها في الصفات، استدلت بصفاته على أن الله يكرمه ولا يهينه، فكان كما توقعت رضي الله عنها.

الصديق: هو المبالغ في الصدق، هو الذي لا يكذب، هذا هو الصديق ([1])، وهذا له أسباب؛ فلا ينال الإنسان هذه المرتبة إلا بأسباب؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» ([2])، فهذا له أسباب، ولا يحصل عفوًا.


الشرح

([1] انظر مادة (صدق) في: العين (5/56)، وتهذيب اللغة (8/276)، والصحاح (4/1505).

([2] أخرجه: أحمد رقم (3727)، وأصله في الصحيحين.