×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في السلام على أهل الكتاب

صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلاَمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ» ([1]).

لكن قد قيل: إنه في قضية خاصة، لما سار إلى بني قريظة قال: «لاَ تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلاَمِ»، فهل هو عام في أهل الذمة، أو يختص بمن كان حاله كأولئك؟ لكن في صحيح مسلم، قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ، وَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ» ([2])، والظاهر أن هذا عام. واختلف في الرد عليهم، والصواب وجوبه.

*****

هذه مسألة يحتاج إليها؛ السلام على أهل الكتاب هل يشرع أم لا يشرع؟

أي: لا تكرموهم، ولا تجعلوا لهم الطريق، بل اجعلوا لهم بعض الطريق، على جانب الطريق، وليس من وسط الطريق؛ لأن هذا إكرام لهم.

أي: بني قريظة.

هذا عام؛ أن أهل الكتاب لا يُبدؤون بالسلام، ولكن يرد


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (5205)، والترمذي رقم (1602).

([2] أخرجه: مسلم رقم (2167).