والفرق بينهم
وبين أهل البدع أنا مأمورون بهجرهم.
وثبت عنه صلى
الله عليه وسلم أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ
وَالمُشْرِكِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ([1]).
وكتب إلى هرقل
وغيره بـ: «السَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى» ([2]).
*****
عليهم إذا سلموا.
إذا سلموا عليكم،
فالصواب: أنه يجب الرد؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ﴾ [النساء: 86].
فقوله: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم﴾ هذا عام.
كيف يسلم على أهل
الكتاب وهم كفار، ولا يسلم على أهل البدع؟ الفرق واضح: أن أهل البدع جاء الأمر
بهجرهم، وأما أهل الكتاب، فقد جاء الأمر برد السلام عليهم، فهناك فرق.
كذلك هذا من آداب
السلام: إذا كان المجلس فيه مسلمون، وفيه غير مسلمين، فإنك تسلم على الجميع، ويكون
القصد السلام على المسلمين.
كذلك أنه صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل وغيره من الملوك والرؤساء الكفار، ولم يقل: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»، بل قال: «السَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى»؛ كما قال موسى وهارون عليهما السلام لفرعون: ﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ﴾ [طه: 47].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4566)، ومسلم رقم (1798).