×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الأسارى

*****

الأسارى: هم الذي يؤسرون في الحرب من الكفار، أسارى الكفار الذين يأسرهم المسلمون في الحرب، ماذا يفعل بهم؟

قال تعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ [محمد: 4].

فقوله: ﴿فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ؛ هذا هو الأسر، ماذا يفعل بهم؟

قال تعالى: ﴿فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً؛ أي: إما أن تمنوا عليهم، وتطلقوهم، إذا رأيتم المصلحة في ذلك، وإما أن تفدوهم بالمال؛ يقدمونه ويطلقون؛ يشترون أنفسهم بالمال، وهذا يرجع إلى نظر ولي الأمر.

والأمر الثالث: أن يقتل؛ أي: يخير الإمام بما فيه المصلحة؛ من إطلاقه، والمن عليه، أو مفاداته، أو بقتله، وكل الأمور الثلاثة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخذ الفداء من أسرى بدر بمشورة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يرى هذا؛ إذ كان عمر يرى أن يقتلهم، ولا يأخذ منهم الفداء.

وقد نزل الوحي بتأييد رأي عمر رضي الله عنه، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٧ لَّوۡلَا كِتَٰبٞ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِيمَآ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ[الأنفال: 67- 68].

فجاء الوحي بموافقة رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأخذ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم الفداء؛ من كان غنيًا يأخذ منه مالاً، ومن كان فقيرًا، 


الشرح