أول ما أوحى إليه
ربه: أن يقرأ باسم ربه الذي خلقه،
*****
وأما الكفار الذين
رفضوا الدخول في هذا الدين، فإن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مواقف، سيأتي
بيانها.
وأما المنافقون، فقد
قبل منهم الرسول صلى الله عليه وسلم علانيتهم وظاهرهم، ووكل بواطنهم إلى الله عز
وجل
هذا ملخص لتعامل
الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس، لما بعثه الله عز وجل إليهم.
كان صلى الله عليه
وسلم يتعبد في غار حراء؛ ليخلو بربه، ويبتعد عن دين المشركين، فكان صلى الله عليه
وسلم يمكث في هذا الغار الأيام والمدة، ثم يذهب إلى زوجته خديجة بنت خويلد رضي
الله عنها في بيته، وبينما هو صلى الله عليه وسلم في الغار، إذ نزل عليه جبريل صلى
الله عليه وسلم، فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»؛ أي: لا
أحسن القراءة؛ لأنه أمي صلى الله عليه وسلم، فغطه؛ أي: جذبه، قَالَ: اقْرَأْ،
قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، ثم غطه الثالثة، وقال له: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ
ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ
ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ
وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ *الَّذِي ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾ [العلق: 1- 5]، في
هذه المرة حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقول، ولكن مع خوف من هذا المشهد الذي
لم يألفه من قبل، ومن رؤية جبريل عليه السلام.
فذهب إلى أهله فزعًا
صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى خديجة رضي الله عنها، فهدأت من روعه وطمأنته رضي الله
عنها، وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان قد قرأ الكتاب، وكان على دين عيسى
عليه السلام وموسى، كان على الدين الصحيح، كان عالمًا بالتوراة.
وذلك أول نبوته.
*****