فَقَالَتْ لَهُ
خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ،. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ:
يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: «هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ
اللَّهُ عَلَى مُوسَى» ([1]).
فالله جل وعلا نبأه
بهذا، جعله نبيًا بقوله تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ﴾ [العلق: 1- 2].
ثم أمره بالدعوة في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ
١ قُمۡ فَأَنذِرۡ﴾ [المدثر: 1- 2]. إلى آخر السورة.
بقوله تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ﴾ صار نبيًا إلى
قومه، ولم يؤمر بالدعوة، ثم أُمر بالدعوة في قوله تعالى: ﴿قُمۡ فَأَنذِرۡ﴾، صار رسولاً.
ولهذا
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب «ثلاثة الأصول»: «نبئ
بـ ﴿ٱقۡرَأۡ﴾، وأُرسل بالمدثر» ([2]).
فقام صلى الله عليه
وسلم بالدعوة على مراحل، يأتي بيانها -إن شاء الله-.
ويؤخذ من هذا أن الداعية لا
بد أن يتعلم، قال الله لنبيه: ﴿ٱقۡرَأۡ﴾ قبل أن يقول له: ﴿قُمۡ فَأَنذِرۡ﴾، فدل على أن الذي يدعو إلى الله عز وجل بحاجة إلى أن
يتعلم أولاً، لا أن يدعو عن جهل.
قوله: «وذلك أول
نبوته»؛ أول ما نزل عليه الوحي.
والوحي: هو الإعلام بخفية ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4953)، ومسلم رقم (160).