×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلما كان يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول على رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته، خرجوا على عادتهم، فلما حميت الشمس، رجعُوا، وصعد رجل من اليهود على أطمٍ من آطام المدينة لبعض شأنه، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فصرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء، هذا جدكم الذي تنتظرونهُ.

فثار الأنصار إلى السلاح؛ ليتلقوه، وسمعت الرجة

*****

فجاء رجل من اليهود وارتفع على أُطُمٍ من آطَامِ المدينة، وهو البناء الذي يبنونه للاطلاع على ما حولهم، وسبر أحوال العدو؛ حتى لا يهجم عليهم وصعد على الأطم لحاجة خاصة، وليس ينتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه يعلم أن الأنصار ينتظرونه، فلما امتد بصره رأى أشباح الرجال مقبلين، عليهم ثياب بياض، يتقطع بهم السراب، فعرف أنه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه، فنادى أهل المدينة: «يَا بَنِي قَيلَةَ» هذه كنية الأنصار، «هذا جدكُمُ»؛ أي: هذا حظكم الذي تنتظرون.

فخرجوا فرحين مستبشرين، تلقوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالترحيب، وبالقوة والسلاح أمامه صلى الله عليه وسلم، إلى آخر ما سيأتي - إن شاء الله - من استقباله صلى الله عليه وسلم، وجعلوا يكبرون من الفرح، يكبرون الله جل وعلا.

قوله: «من نبوته»؛ أي: من بعثته.

لم يصعد انتظارًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما صعد لحاجة.

قوله: «مبيضين»؛ أي: عليهم ثياب بيض.

ارتفاع الأصوات.


الشرح