والتكبير في بني
عمرو بن عوفٍ، وكبر المسلمون فرحًا بقدومه، وخرجوا للقائه، وتلقوه، وحيوه بتحية
النبوة، وأحدقوا به مُطيفين حوله، والسكينة تغشاه.
والوحي ينزل
عليه: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ﴾
[التحريم: 4].
*****
استقبلوه بالترحيب
والتكبير، ولم يستقبلوه بالأناشيد؛ كما يقول بذلك الخرافيون والصوفية:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
أين ثنيات الوداع
هذه؟ الرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء من الجنوب، وثنيات الوداع في شمال
المدينة، لا ينطبق هذا.
إنما ذكر بعض
المؤرخين أنهم قالوا هذا في مجيئه من غزوة تبوك، كانوا ينشدون هذا النشيد، ليس
قدومه في الهجرة، وإنما قدومه من تبوك، وهذا ينطبق على ثنيات الوداع؛ لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم جاء من ثنية الوداع شمالي المدينة.
حيوهُ بتحية النبوة،
لا بتحية المنافقين، قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ﴾ [المجادلة: 8]، هذا
عند المنافقين، أما المؤمنون فيحيونه بتحية النبوة: السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته.
تغشى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فلا يستعمل الضجيج والحركات.
لا شك أن معه الملائكة والسكينة.