وصح عنه صلى الله
عليه وسلم قوله: «إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ البَصَرِ» ([1]).
وصح عنه صلى الله
عليه وسلم: «أنه أراد أن يفقأ عين الذي نظر إليه مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَتِهِ» ([2]).
*****
الحكمة في وجوب
الاستئذان من أجل البصر؛ أي: من أجل ألا يرى الإنسان ما بداخل البيت، ولا يفجأ أهل
البيت، وهم على غير أهبة الاستقبال، لئلا يبصر شيئًا لا يجوز النظر إليه،
فالاستئذان إنما هو من أجل منع البصر، أو منع النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من
أهل البيوت؛ لأن الله عز وجل جعل هذه البيوت سترًا للناس، فهي من نعم الله عز وجل.
قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم
مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ﴾ [النحل: 80]، فهذه
البيوت من نعم الله سبحانه وتعالى، يستتر بها الإنسان، ويستدفئ بها من البرد،
ويتقي فيها الشمس والحر، ويسكن فيها، وتحميه من الأعداء، فهي من نعم الله عز وجل.
جاء رجل عند باب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يحاول أن ينظر من خصاص الباب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يفقأ عينه، التي يريد أن يطلع بها على ما بداخل البيت.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5924)، ومسلم رقم (2156).