×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقول: وهذا من الله ومنك، وقول: ووالله، وحياتك ([1]). وأمثال هذه من الألفاظ، التي يجعل قائلها المخلوق ندًا لله عز وجل،

*****

وإن كان هناك بعض العلماء يقول: لا بأس إذا جئت بلفظ «ثم»، فتقول: «متوكل على الله ثم عليك»، لكن لم يرد هذا، لم يرد قول: «متوكل على الله ثم عليك»، وإنما الذي ورد قول: «مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ»، و«وَلَوْلاَ اللَّهُ ثُمَّ أَنْتَ»، أما «متوكل على الله ثم عليك»، فهذا لم يرد إلا في حق الله سبحانه وتعالى.

كذلك قول: «وهذا من الله ومنك» لا يجوز هذا؛ لأنك جعلت المخلوق شريكًا للخالق، بل يجب أن تقول: «هذا من الله ثم منك»؛ أي: أجراه الله على يديك، فأنت واسطة وسبب.

قول: «وَاللَّهِ» هذا صحيح، «وَوَاللَّهِ» هذا قسم بالله.

أما «وحياتك»، فهذا قسم بالمخلوق، وحياة المخلوق مخلوقة.

الند معناه: الشريك ([2])، ولهذا لما قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا ؟»؛ أي: شريكًا. «قُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» ([3]).


الشرح

([1] كما أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (1/62)، والقرطبي (11/71)، وابن كثير (1/196).

([2] انظر: العين (8/10)، والصحاح (2/ 543)، ومقاييس اللغة (5/ 355)، ولسان العرب (3/ 420).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (1839).