×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقول: وأنا في حسب الله وحسبك،  وقول: وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك،

*****

قوله: «وأنا في حسب الله وحسبك». قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الأنفال: 64].

وقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ [الطلاق: 3].

فالحسب معناه: الكافي ([1])، وهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، فهو الحسب، فلا تقل: «وأنا في حسبِ الله وحسبك»، بل يجب أن تأتي بـ «ثُمَّ».

21 كذلك لأن التوكل عبادة.

قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23].

وقال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [آل عمران: 122].

وقال تعالى: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ [هود: 123].

وقال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ [إبراهيم: 12].

فالتوكل لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، لا يكون لمخلوق، فلا تقل: أنا متوكل على الله وعليك، ولا تقل: متوكل على الله ثم عليك، لا تقل هذا؛ لأن لفظة التوكل لا يصح إطلاقها إلا لله سبحانه وتعالى.

إذا قال: «أنا متوكل على الله وعليك»، هذا أشد، حتى لو جاء بـ «ثم»، لا يأت بالتوكل بالنسبة للمخلوق؛ لأن هذا لا يكون إلا لله عز وجل.

وأما المخلوق، فهو وكيل، فتقول: «وكلتك»؛ أي: أنت وكيلي، بمعنى النيابة، وأما التوكل، فهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1] انظر: العين (3/149)، ومقاييس اللغة (2/ 60)، والمحكم (3/205).