وقول: وأنا في
حسب الله وحسبك، وقول: وما لي إلا الله
وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك،
*****
قوله: «وأنا في حسب
الله وحسبك». قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنفال: 64].
وقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى
ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3].
فالحسب معناه: الكافي ([1])، وهذا لا يكون إلا
لله سبحانه وتعالى، فهو الحسب، فلا تقل: «وأنا في حسبِ الله وحسبك»، بل يجب
أن تأتي بـ «ثُمَّ».
21 كذلك لأن التوكل
عبادة.
قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ
فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 23].
وقال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ
فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [آل عمران: 122].
وقال تعالى: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ
عَلَيۡهِۚ﴾ [هود: 123].
وقال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ
فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم: 12].
فالتوكل لا يكون إلا
لله سبحانه وتعالى، لا يكون لمخلوق، فلا تقل: أنا متوكل على الله وعليك، ولا تقل:
متوكل على الله ثم عليك، لا تقل هذا؛ لأن لفظة التوكل لا يصح إطلاقها إلا لله
سبحانه وتعالى.
إذا قال: «أنا
متوكل على الله وعليك»، هذا أشد، حتى لو جاء بـ «ثم»، لا يأت بالتوكل
بالنسبة للمخلوق؛ لأن هذا لا يكون إلا لله عز وجل.
وأما المخلوق، فهو وكيل، فتقول: «وكلتك»؛ أي: أنت وكيلي، بمعنى النيابة، وأما التوكل، فهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى.
([1]) انظر: العين (3/149)، ومقاييس اللغة (2/ 60)، والمحكم (3/205).