ومن ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم: «لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ فُلاَنٌ» ([1]).
وفي
معناه قول من لا يتوقى الشرك: أَنَا بِاللَّهِ وَبِكَ،
*****
بمفهوم هذه اللفظة،
في حين أن من عصى الرسول، فقد عصى الله عز وجل، ومن أطاع الرسول، فقد أطاع الله
سبحانه وتعالى.
الألفاظ التي درستم
في كتاب التوحيد: «لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ فُلاَنٌ»، «لاَ
يَقُولُ أَحَدُكُمْ: لَوْلاَ اللَّهُ وَفُلاَنٌ» ([2])، لا تقل: «مَا
لِي إِلاَّ اللَّهُ وَأَنْتَ»، ونحو هذه الألفاظ، فينبغي أن تأتي بألفاظ يكون
فيها العبد بعد الله جل وعلا، لا يكون شريكًا له، بل يجب أن تقول: «مَا شَاءَ
اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ»، وكذلك يقال: «وَلَوْلاَ اللَّهُ ثُمَّ فُلاَنٌ»،
و«مَا لِي إِلاَّ اللَّهُ ثُمَّ أَنْتَ».
فيجب أن تأتي بـ «ثُمَّ»
التي تفيد التعقيب والترتيب، ولا تأت بالواو التي تقتضي المشاركة والجمع؛ لأن
الواو لمطلق الجمع، لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا.
قوله: «أَنَا بِاللَّهِ وَبِكَ»، بل يجب أن تقول: أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ. بمعنى أنك تستعين بالله سبحانه وتعالى، ثم تستعين بالمخلوق فيما يقدر عليه، لا مانع من هذا، فهذا يسمى الشرك في الألفاظ، وهو من الشرك الأصغر.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4980)، وأحمد رقم (23265)، والطيالسي رقم (431).