«أَنْتَ رَفِيقٌ،
طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا» ([1]).
والجاهلون يسمون
الكافر الذي له علم بشيءٍ من الطب: حكيمًا.
ومنه: قوله صلى
الله عليه وسلم للذي قال: وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى: «بِئْسَ الْخَطِيبُ
أَنْتَ» ([2]).
*****
قوله: «أَنْتَ
رَفِيقٌ»، يسمى الطبيب بالرفيق؛ لأنه يستعمل الرفق بالمريض؛ يعالجه، ويلاطفه،
فلا يسمى الطبيب طبيبًا، الطبيب هو الخالق سبحانه وتعالى.
الحكيم هذه لفظة
ضخمة، الحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا ينبغي إطلاق هذا على الكافر-،
وإن كان ماهرًا في معرفة العلاج، فلا يقال له: حكيم.
خَطَبَ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ
رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ»؛
لأن الخطبة مجال تفصيل، وليست مجال إجمال، وأيضًا هذا يدل على أنه لا يكون عاصيًا،
إلا من عصى الله ورسوله، وأما من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم وحده، فلا يكون
عاصيًا.
هذا ما يفهم من هذه اللفظة؛ لا يكون عاصيًا، إلا إذا عصى الله ورسوله جميعًا، أما إذا عصى الرسول فقط، فلا يقال له: «عاصٍ»
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4207)، وأحمد رقم (7110)، وابن حبان رقم (5995).