×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومنه: نهيه المملوك أن يقول لسيده: رَبِّي، ونهيه للسيد أن يقول لمملوكه: عَبْدِي وَأَمَتِي ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم لمن ادعى أنه طبيب:

*****

من وضع الألفاظ الطيبة - التي لا تليق بالمخلوق - جعلها للمخلوق، نهى صلى الله عليه وسلم العبد المملوك أن يقول لمالكه: «رَبِّي»؛ أي: صاحبي، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ.

ونهى المالك أن يقول: عَبْدِي وَأَمَتِي، بل يقول: فَتَايَ وَفَتَاتِي؛ لأن العبودية إنما هي لله عز وجل، فالعبد لا يقول لسيده لفظًا لا يليق إلا بالله عز وجل، والمالك لا يقول لعبده اللفظ الذي لا يليق إلا بالعبودية لله.

قوله: «رَبِّي»، وإن كان «رَبِّي» يراد به المالك، فالمالك يقال له: رب، ولكن هذه ربوبية محدودة: رب الدار، رب الدابة؛ فهي ربوبية محدودة، وأما الرب المطلق، فهو الله جل وعلا.

وليقل: «فَتَايَ وَفَتَاتِي»؛ كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ [الكهف: 60]. ولم يقل: عبده.

أي: أن لفظ الطبيب -أيضًا- لا يليق إلا بالله عز وجل؛ فإنه هو الطبيب في الحقيقة، الذي يشفي من الأمراض والأسقام، وخلق الأدوية النافعة، فيوصف ويخبر عنه بأنه هو الطبيب، طبيب عبادة.

أما من عنده معرفة بالعلاج، فليس حرامًا أن يقال له: طبيب، ولكنه لا ينبغي أن يقال له ذلك.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2552)، ومسلم رقم (2249).