ومنه: أَنْ
يُسَمَّى الْعِنَبُ كَرْمًا ([1])، ومنعه من تسمية أبي جهلٍ بأبي الحكم.
وكذلك تغييره
لاسم أبي الحكم من الصحابة، وقال: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ
الْحُكْمُ» ([2]).
*****
كما سبق، هذا اسم في
غير محله.
الرسول صلى الله
عليه وسلم هو الذي سماه أبا جهل، وإن كان في الجاهلية وعند قريش يسمى أبا الحكم،
ولما اشتد أذاه للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، غير كنيته، وسماه أبا جهل،
هذا الذي يليق به، ولا يقال: أبو الحكم.
كذلك الصحابي الذي
كان يكنى أبا الحكم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ، فَلِمَ تَكَنَّيْتَ بِأَبِي الْحَكَمِ؟»
قَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ
بَيْنَهُمْ، فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ، قَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا!»،
أي: ما أحسن الإصلاح بين الناس!
ثُمَّ قَالَ لَهُ: «مَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» قَالَ: لِي شُرَيْحٌ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُسْلِمٌ بَنُو هَانِئٍ، قَالَ: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟» قُلْتُ: شُرَيْحٌ قَالَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ»؛ أي: بدل أبي الحكم، فهذا الاسم «الْحَكَمُ»، لا يليق إلا بالله عز وجل، الحكم هو الله، وإليه الحكم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6182)، ومسلم رقم (2247).