وأن يستعمل اللفظ
المكروه في حق من ليس من أهله.
فمن الأول: منعه
أن يقال للمنافق: «سَيِّدٌ» ([1])،
*****
موضعه، ويأتيكم
نماذج لذلك؛ أن الألفاظ الطيبة لا توضع في المواطن المكروهة؛ لأن هذا استعمال لها
في غير محلها، وهذا -أيضًا- يتنافى مع الحكمة.
بل يضع اللفظ في
موضعه اللائق به. والله جل وعلا قال: ﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ
وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النور: 26]، قالوا:
الألفاظ الطيبة تقال للطيبين، والألفاظ الخبيثة تقال للخبيثين؛ كما أن الزوجة
الصالحة تكون للصالح، ولا يليق بالصالح أن يتزوج بالخبيثة. وفي هذا رد على
المنافقين الذين اتهموا عائشة رضي الله عنها بما اتهموها به، فالله جل وعلا نفى
هذا عنها؛ ما كان الله سبحانه وتعالى ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم إلا امرأة
طيبة.
المنافق: هو الذي يظهر
الإسلام، ويبطن الكفر، ويؤذي المسلمين، لا يقال له: «سَيِّدٌ»؛ هذا معناه
الرفعة له، هذا لفظ فيه تشريف؛ فلا يسمى به المنافق؛ «لاَ تَقُولُوا
لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ
رَبَّكُمْ عز وجل ».
يقال له: «مُنَافِقٌ»؛ اللفظ الذي سماه الله سبحانه وتعالى به، ولا يقال له: «السَّيِّدُ»، أو يأتي إنسان خبيث في أعماله وفي ألفاظه وفي تصرفاته، وتوضع له ألفاظ الإجلال والتكريم، هذا لا يليق.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4977)، والنسائي في «الكبرى» رقم (10002)، وأحمد رقم (22939).