×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فلم يكن صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا ([1])،  وَلاَ صَخَّابًا وَلاَ فَظًّا ([2])،  وكان صلى الله عليه وسلم يكره أن يستعمل اللفظ الشريف في حق من ليس كذلك،

*****

كان صلى الله عليه وسلم نزيه اللسان، لا يتلفظ بالألفاظ المكروهة، والألفاظ المحرمة، لا بالشتم، ولا بالغيبة، ولا بالنميمة، ولا بالسباب، وإنما يستعمل الألفاظ الطيبة، حتى مع من أساء إليه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يخاطبه باللفظ الطيب.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ [فصلت: 34] أي: في الألفاظ، لم يكن صلى الله عليه وسلم «فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا»، والفحش قبح، لم يكن ليأتي بالألفاظ القبيحة، بل كان يأتي بالألفاظ الحسنة.

قوله: «وَلاَ صَخَّابًا»، وهو الذي يرفع صوته في الأسواق.

وقد قال الله جل وعلا عن لقمان: ﴿وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ[لقمان: 19]، فلا يكن الإنسان جهوري الصوت، يزعج الناس بصوته، إلا عند الحاجة، وأما المخاطبة، فلا تحتاج إلى رفع الصوت.

كما أنه صلى الله عليه وسلم يكره أن توضع الألفاظ المكروهة محل الألفاظ الطيبة، كذلك يكره أن توضع الألفاظ الطيبة في محل الألفاظ المكروهة، وهذا من الحكمة؛ لأن الحكمة هي: وضع الشيء في


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3559،)، ومسلم رقم (2321).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2016)، والدارمي رقم (5)، وأحمد رقم (8352).