والمقصود أنه صلى
الله عليه وسلم أرشد العبد إلى ما فيه غاية كماله؛ أن يحرص على ما ينفعه، ويبذل
جهده، وحينئذ ينفعه التحسب.
بخلاف من فرط، ثم
قال: «حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ»، فإن الله يلومه، ولا يكون في هذه
الحال حسبه، فإنما هو حسب من اتقاه، ثم توكل عليه.
*****
قول: «حَسْبِيَ
اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ» لا تنفع مع تعطيل الأسباب، وإنما تنفع مع اتخاذ
الأسباب.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى
ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3]، لم يقل تعالى: إن حسبه الله بدون توكل،
وإنما قال: ﴿وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾؛ أي: كافيه.
*****
الصفحة 39 / 613