×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وربما قال: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ؟» ([1])، وربما سكت، حتى يحضر بين يديه ما تيسر. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلاً سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَبُولُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ([2])وأخبر أن الله سبحانه وتعالى يمقت الحديث عَلَى الْغَائِطِ ([3])،

*****

أحيانًا يسكت صلى الله عليه وسلم، حتى يؤتى بالموجود، وأحيانًا كان يطلب أو يسأل: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ؟».

فكان صلى الله عليه وسلم هديه الرفق مع أهله، ولا يزجرهم، ولا يغلظ الكلام عليهم، مثلما يفعل بعض الجهلة، إذا دخل على أهله، فإنهم يستوحشون منه، ويبادرهم بالزجر والكلام السيء والسباب وغير ذلك.

في حال قضاء الحاجة لا يرد على من سلم عليه؛ لأن الذي على حاجته ينهى أن يتكلم وهو على حاجته، فإذا فرغ، فإنه يرد على من سلم عليه.

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من أتوا الغائط عن أن يتكلم بعضهم مع بعض؛ فإن الله سبحانه وتعالى يمقت على ذلك. والمقت: هو أشد البغض، فالله يبغض هذا العمل. فالذي يكون على حاجته يسكت، ولا يتكلم مع أحد، حتى يفرغ من حاجته.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1154).

([2] أخرجه: مسلم رقم (370).

([3] أخرجه: أبو داود رقم (15)، وابن ماجه رقم (324)، وأحمد رقم (11310).