وكان لا يستقبل
القبلة ولا يستدبرها بِغَائِطٍ وَلاَ بَوْلٍ، ونهى عن ذلك ([1]).
*****
كما مر أنه صلى الله
عليه وسلم نهى عن استقبال القبلة - أي: الكعبة-، استقبالها ببول أو غائط، في خارج
البنان، هذا مجمع عليه حرام؛ مجمع على أن استقبال القبلة بالبول أو الغائط في
الفضاء أنه حرام؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
والمراد استقبال
الجهة التي فيها القبلة، أنت لا ترى الكعبة؛ أنت بعيد عنها، لكن لا تستقبل الجهة
التي فيها القبلة، الجهة التي تصلى إليها لا تستقبلها ببول ولا غائط.
أما في داخل
البنيان، فهذا محل خلاف بين العلماء - كما سبق-، والراجح جوازه؛ لأن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فعل ذلك في البنيان؛ استدبر الكعبة، واستقبل الشام ([2])، فهذا في البنيان
جائز على الصحيح.
ومن العلماء من يحرمه حتى في البنيان؛ لعموم النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ويقول: إن الإنسان لا بد أن يكون بينه وبين الكعبة جبال ومرتفعات، حتى وإن كان في الفضاء يجب أن يكون بينه وبين الكعبة حائل من الجبال والمرتفعات، ومع هذا نهى عن استقبال القبلة ببول أو غائط، حتى في الفضاء مع وجود الحوائل بينه وبينها، فمثله البنيان -أيضًا- ([3]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (265).