×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والصحيح وجوب التسمية عند الأكل، وتاركها شريكه الشيطان في طعامه وشرابه.

وأحاديث الأمر بها صحيحة صريحة، ولا معارض لها، ولا إجماع يسوِّغ مخالفتها.

*****

 قال ذلك، فإن الشيطان يتقيأ ما كان قد أكله قبل التسمية ([1]).

حكم التسمية اختلفوا فيه، فقيل: إنه مستحب؛ لأنه من الآداب العامة؛ لذلك فهو مستحب. وقيل: إنه واجب.

وقال المصنف ابن القيم رحمه الله: «والصحيح أنه واجب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر به، وبين الحكمة منه، فهذا يدل على الوجوب».

تاركها إن كان متعمدًا، فإن شريكه الشيطان في طعامه وشرابه، فلا يحصل على بركة الطعام والشراب، والشيطان يخالطه، ويأكل معه، وفي هذا مفسدة عظيمة.

وأما إن كان ناسيًا، فإنه - كما مر - إذا ذكر، فإنه يسمي، ويقول: «بِسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ».

هذا تأييد لقوله: «الصحيح: وجوب التسمية»؛ لأن الأحاديث الواردة فيها صحيحة من ناحية السند، وصريحة من ناحية الدلالة، ولم يرد ما يعارضها، وينقلها من الوجوب إلى الاستحباب، وما كان كذلك فإنه واجب.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (3768)، والطبراني في «الكبير» رقم (855).