×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وهل تزول مشاركة الشيطان بتسمية أحد الجماعة؟ فنص الشافعي على إجزاء تسمية الواحد. وقد يقال: لا ترفع مشاركة الشيطان للآكل إلا بتسميته هو. وللترمذي وصححه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ» ([1]).

*****

هذه مسألة: إذا كانوا جماعة، فهل لا بد أن يسمى كل واحد، أم تكفي تسمية واحد من الجماعة ؟

الصحيح: أن كل واحد يسمي، والذي لا يسمي، يشاركه الشيطان في نصيبه، والذي يسمي، يعتزله الشيطان، فالصحيح أنه لا بد أن يسمي الجميع، ولا تكفي تسمية الواحد من الجماعة.

لكن عند الإمام أحمد رحمه الله أنه لا يكفي تسمية الواحد؛ كما ذكر المصنف في الأصل -زاد المعاد-؛ أن الإمام أحمد في ظاهر الراوية عنه أنه لا بد من تسمية كل واحد، وهذا هو ظاهر الأحاديث ([2]).

«لا ترتفع مشاركة الشيطان للآكل إلا بتسميته هو»، ولا ترتفع بتسمية غيره، فهذا مما يؤيد أن قول: «بِسْمِ اللهِ» تكون في حق الجميع، ولا يكتفي ببعضهم.

هذا مما يدل على أن التسمية في حق الجميع، هذا الأعرابي واحد من الجميع، وقد حصل منه ما حصل؛ لأنه لم يسم،


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (1858).

([2] انظر: زاد المعاد (2/362).