ومعلوم أنه صلى
الله عليه وسلم هو وأصحابه سمَّوا.
ولهذا جاء في
حديث حذيفة رضي الله عنه: حَضَرْنَا طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا
تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ
الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ،
وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا،
فَجَاءَ بِهَذَا الأَْعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ لَفِي يَدِي مَعَ أَيْدِيهِمَا. ثُمَّ
ذَكَرَ اسْمَ اللهِ وَأَكَلَ» ([1])،
*****
ولو كانت تسمية
الغير كافية، لكفى هذا الأعرابي.
من المعلوم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الستة سموا، لكن لما جاء الأعرابي، ولم يسم،
شاركه الشيطان في أكله، فأكل الطعام بلقمتين، فدل هذا على أنه لا يكفي تسمية
البعض.
وهذا -أيضًا- مما
يؤيد أنه لا يكفي أن يسمي بعض الأكلة، ولكن لا بد من أن يسمي كل فرد من المشاركين؛
لأنه لو كانت التسمية كافية من البعض، لما دفع الشيطان هذه الجارية وهذا الأعرابي؛
لأنه سُمي على الطعام، فلا مجال له، لكنه - الشيطان - أراد أن يستحل الطعام بهذين
الجاهلين، فدل ذلك على أن التسمية لا تكفي من البعض، بل لا بد من تسمية الجميع.
هذا دليل على أن الشيطان يُمسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسك
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2017).