في الصحيحين عنه:
«إِنَّ أَفْضَلٍ الإِْسْلاَمِ: أَنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلاَمَ
عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ([1]).
وفيهما: «أَنَّ
آدَمَ لَمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ،
مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ،
فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ:
«وَرَحْمَةُ اللَّهِ» ([2]).
*****
قوله: «إِنَّ
أَفْضَلٍ الإِْسْلاَمِ»؛ أي: خصال الإسلام؛ لأن الإسلام له خصال كثيرة، وأما
الخمس، فهي أركانه، أركان الإسلام خمسة، وأما خصال الإسلام وفضائل الإسلام، فهي
كثيرة جدًا؛ من خصال الإسلام: السلام، وبذل السلام، وكذلك إطعام الطعام، والجود
والإحسان، والصدقات، هذا من خصال الإسلام.
فهذا الإسلام جامع لكل خير،
كل صلاح في الدنيا والدين والآخرة، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ
لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، فهو دين كامل.
فليس الإسلام
مقصورًا على بعض الأحكام أو بعض الفرائض، وإنما الإسلام عام لكل خصال الخير بين
العبد وبين ربه، وبين العبد وبين إخوانه، وبين العبد وبين نفسه؛ كما يأتي.
الله جل وعلا علم آدم السلام بواسطة الملائكة الكرام، فدل هذا على أن السلام صفة الملائكة عليهم السلام، وقال لآدم لما خلقه وكونه:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (12)، ومسلم رقم (39).