×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفيهما أنه أمر بإفشاء السلام،

*****

«اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ، مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ». فذهب إليهم، وقال: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ». فردوا عليه، وزادوا، قالوا: «عَلَيْكُمُ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللهِ»، أو قالوا: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ»، فزادوه «وَرَحْمَةُ اللهِ». فدل هذا على فضل الزيادة في الرد.

وقد قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا [النساء: 86].

فقوله: ﴿فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ من باب الاستحباب.

وقوله: ﴿أَوۡ رُدُّوهَآۗ هذا واجب، رد السلام واجب بلفظه، وإن زاد عليه، فهو خير.

في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم أمر بإفشاء السلام؛ أي: نشر السلام بين المسلمين، وكثرة استعماله فيما بينهم، ولا يكون السلام مقصورًا على بعض دون بعض؛ كما يأتي: «وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».

بذل السلام للعالَم، فالإنسان لا يقتصر على أصدقائه أو أقاربه، بل يسلم على كل من لقيه، هذا هو المشروع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»، فدل هذا الحديث على أن إفشاء السلام سبب للمحبة بين المسلمين، وأن الجفوة والهجر سبب للبغضاء والتدابر.


الشرح