وأخبرهم أنهم إذا
أفشوا السلام بينهم تحابوا، وأنهم لا يدخلون الجنة حتى يؤمنوا، ولا يؤمنون حتى
يتحابوا ([1]).
وقال البخاري في
صحيحه: قال عمار رضي الله عنه: «ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ
الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ،
وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ» ([2]).
*****
هذه الثلاث من أفضل
خصال الإيمان:
الأولى: الإِنْصَافُ مِنْ
نَفْسِكَ، وهو العدل؛ فتعطي العدل من نفسك؛ كما تطلبه من غيرك، وأما أن تطلب العدل
من الناس، وأنت لا تعدل من نفسك، فهذا ظلم.
والإنصاف من النفس
يكون فيما بين العبد وبين ربه؛ بأن يحاسب نفسه في طاعة الله، ويمنعها عن محارم
الله، ويخشى الله ويتقيه، فهذا من إنصاف العبد مع ربه.
وكذلك ينصف من نفسه
مع الناس؛ فلا يظلم أحدًا، ولا يعتدي على أحد، وإذا كان عليه حق لأحد، فإنه يؤديه.
والإنصاف مع نفسه بأن يكرمها بطاعة الله، ولا يهينها في معصية الله؛ فيحفظ نفسه عما يضرها، ولا يطلق لها العنان لما تريد، بل يسيطر على نفسه، ويمنعها مما يضرها؛ فإن بعض الناس يعطي لنفسه هواها، ويظن أنه يكرمها، وأن هذا من إكرام النفس، بينما ذلك في
([1]) أخرجه: مسلم رقم (54).