×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان يرد على المسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ» بالواو، ولو حذف الراد «الواو»، فقالت طائفة: لا يسقط به فرض الرد؛ لأنه مخالف للسنة؛ ولأنه لا يعلم هل رد، أو ابتدأ التحية.

وذهبت طائفة إلى أنه صحيح، نص عليه الشافعي، واحتج له بقوله تعالى: ﴿فَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ [الذاريات: 25]؛ أي: سلام عليكم، لا بد من هذا، ولكن حسن الحذف في الرد لأجل الحذف في الابتداء، واحتج له برد الملائكة على آدم المتقدم.

*****

الرد قد يكون بالواو أو بدون واو، فتقول: «وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ»، أو تقول: «عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ»، بدون الواو، والأفضل أن تقول: «وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ».

الملائكة قالت لإبراهيم: «سَلاَّمًا»، قال: «سَلاَمٌ»، ولم يقل: «وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ»، ولكن هذا الكلام فيه حذف؛ فهو عليه السلام حذف؛ لأنهم حذفوا، هم قالوا: «سَلاَّمًا»، ولم يقولوا: «سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ»، فهو رد عليهم بمثل ما قالوا.

قال الله لآدم: «اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ»، فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: «وَرَحْمَةُ اللَّهِ» ([1]).

*****


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (6227).