وكان يرد على
المسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ» بالواو، ولو حذف الراد «الواو»، فقالت طائفة: لا
يسقط به فرض الرد؛ لأنه مخالف للسنة؛ ولأنه لا يعلم هل رد، أو ابتدأ التحية.
وذهبت طائفة إلى
أنه صحيح، نص عليه الشافعي، واحتج له بقوله تعالى: ﴿فَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ﴾
[الذاريات: 25]؛ أي: سلام عليكم، لا بد من هذا، ولكن حسن الحذف في الرد لأجل الحذف
في الابتداء، واحتج له برد الملائكة على آدم المتقدم.
*****
الرد قد يكون بالواو
أو بدون واو، فتقول: «وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ»، أو تقول: «عَلَيْكُمُ
السَّلاَمُ»، بدون الواو، والأفضل أن تقول: «وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ».
الملائكة قالت
لإبراهيم: «سَلاَّمًا»، قال: «سَلاَمٌ»، ولم يقل: «وَعَلَيْكُمُ
السَّلاَمُ»، ولكن هذا الكلام فيه حذف؛ فهو عليه السلام حذف؛ لأنهم حذفوا، هم
قالوا: «سَلاَّمًا»، ولم يقولوا: «سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ»، فهو رد
عليهم بمثل ما قالوا.
قال الله لآدم: «اذْهَبْ
فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ المَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ،
فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ»، فَقَالَ: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ»، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ:
«وَرَحْمَةُ اللَّهِ» ([1]).
*****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6227).
الصفحة 24 / 613