والنبي صلى الله
عليه وسلم قال: «فَإِنْ حَمِدَ اللهَ، فَشَمِّتُوهُ».
وإذا نسي الحمد،
فقال ابن العربي: لا يذكره. وظاهر السنة يقوي هذا القول، والنبي صلى الله عليه
وسلم لم يذكره، وهو أولى بفعل السنة وتعليمها. وصح عنه صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ
الْيَهُودَ كَانُوا يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَهُ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ:
يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» ([1]).
*****
أي: أنه إذا لم يحمد
الله عز وجل، لا يستحق التشميت.
إذا نسي أن يحمد
الله، أو لم يكن لديه علم أنه من المشروع أن يحمد الله بعد العطاس، فهل تعلمه،
وتبين له، أم لا تبين له، وتسكت عنه؟
ابن العربي المالكي
الإمام الجليل وشارح الترمذي، وأما ابن عربي بدون «ال» هذا الخبيث، صاحب
وحدة الوجود.
أي: أنه لا يذكره؛
لأنه لم يرد في السنة أنه يذكره.
النبي صلى الله عليه
وسلم لم يشمته، ولم يذكره، فدل هذا على أنه لا يشرع تذكيره.
الكافر لا يدعى له
بالرحمة، ولا بالمغفرة، وإنما يدعى له بالهداية، فاليهود كانوا يتعمدون العطاس عند
النبي صلى الله عليه وسلم؛ من أجل أن يقول لهم: يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، والنبي صلى
الله عليه وسلم تجنب هذا، ودعا لهم بالهداية والإصلاح.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5038)، والترمذي رقم (2739)، وأحمد رقم (19586).
الصفحة 8 / 613