فعوض
صلى الله عليه وسلم أمته بهذا عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير، والاستقسام
بالأزلام، الذي نظيره هذه القرعة التي يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها علم ما
قسم لهم في الغيب؛
*****
الطوالع من نجوم،
فيسافرون في بعضها، ويتأخرون في بعضها، فهم لا يعتمدون على الله عز وجل، ولا
يدعونه، وإنما يرجعون إلى عادات الجاهلية والأعمال والأقوال الشركية، هذه هي حالة
أهل الجاهلية عند أسفارهم.
النبي صلى الله عليه
وسلم استبدل هذا بدعاء الاستخارة واللجوء إلى الله عز وجل في طلب خير الأمرين
بالسفر أو عدم السفر، فيلجأ إلى الله، ولا يلجأ إلى عادات الجاهلية من التطير، ومن
التنجيم، ومن الاستقسام بالأزلام.
الاستقسام بالأزلام:
هي رقاع مكتوب على واحدة منها: «افعل»، والثانية مكتوب عليها «لا تفعل»،
والثالثة غُفْلٌ؛ أي: ليس عليها كتابة، ويدخلون هذه الثلاثة في كيس، ثم يدخل يده،
ويخرج ما وقعت عليه؛ فإن كان مكتوبًا عليه «افعل»، مضى في سفره، وإن كان
مكتوبًا عليه «لا تفعل»، تراجع عن سفره، وإن كان غُفْلاً، ليس عليه شيء،
أعادوا الاستقسام، قال تعالى: ﴿وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ﴾ [المائدة: 3]، فهذه
كانت عادة أهل الجاهلية.
هذه الرقاع المكتوبة في الاستقسام بالأزلام، وأما استعمال القرعة في الأمور المشتبهة، استعمال القرعة، لا بأس به؛ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستعمل القرعة، وكانوا في الأديان السابقة من أتباع الأنبياء يستعملونها، فاستعمال القرعة لا بأس به، وليس فيه لجوء إلى غير