×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

في هذه الخطبة، قال: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ»، بدأها بالثناء على الله سبحانه وتعالى، وقد صدرها به «إِنَّ»، التي تفيد التوكيد.

وقوله: «الْحَمْدَ لِلَّهِ»، هذه جملة اسمية مبدوءة باسم، وهي أبلغ من الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل؛ «نحمد الله» هذا فعل، «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ»، هذا اسم، والجملة الاسمية تفيد الثبات والدوام، فهي أبلغ من الفعل. وفي رواية: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ»، وفي رواية أخرى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ».

فقوله: «نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ» أثنى على الله جل وعلا، ثم طلب منه الإعانة.

وقوله: «وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ»؛ لأن الإنسان مقصر دائمًا، وليس بمعصوم من الذنوب والسيئات، فهو يستغفر الله عز وجل، ويطلب منه المغفرة.

قوله: «وَنَتُوبُ إِلَيْهِ»، يتوب إليه، والتوبة هي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

وقوله: «وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا»، من وقي من هاتين الآفتين، فقد وقي من الشر كله - شر نفسه، ومن سيئات عمله-، فمن وقي من هذين الشرين، فقد وقي كل شر؛ لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا وقي شرها، صارت نفسًا أمارة بالخير، لوامة، مطمئنة.

وكذلك سيئات العمل؛ فكثيرًا ما يصدر من الإنسان أعمال سيئة، وهي ناشئة عن شر النفس.

وقد تكلم الإمام ابن القيم رحمهُ الله عن هاتين المسألتين في أول كتابه «إغاثة اللهفان» كلامًا جميلاً.


الشرح