فَلِمَّةُ
الْمَلِكِ إِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، وَرَجَاءٌ صَالِحُ
الثَّوَابِ، وَلُمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ
وَقنُوطٌ مِنَ الْخَيْرِ، إِذَا وَجَدتُّمْ لِمَّةَ الْمَلَكِ فَاحْمَدُوا اللهَ
وَاسْأَلُوهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا وَجَدتُّمْ لِمَّةَ الشَّيْطَانِ
فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ، وَاسْتَغْفِرُوهُ» ([1]).
وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: قَدْ حَالَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي
وَبَيْنَ صَلاَتِي، وَقِرَاءَتِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «ذَاكَ شَيْطَانٌ
يُقَالُ لَهُ: خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ، وَاتْفُلْ
عَنْ يَسَارِكَ ثَلاَثًا» ([2]).
*****
فأيهما غلب عليه،
صار من أهله؛ فإن غلب عليه لمةُ الشيطان -والعياذ بالله-، هلك، وإن غلبت عليه لمةُ
الملك، سعد ونجا.
فالشيطان يطرد
بالاستعاذة، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ﴾ [الأعراف: 200]،
فهذا الذي يدفع الشيطان؛ الاستعاذة بالله من شره.
وأما لمة الملك؛
فإذا وجدت الفرح والسرور والانبساط والرغبة في الخير، فاحمد الله على ذلك.
هذا عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يلقى من وسواس الشيطان؛ أنه حال بينه وبين صلاته، فأخبره صلى الله عليه وسلم أن ذاك من الشيطان، يقال له: خنزب، فإذا وجد ذلك، فإنه يستعيذ بالله
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2988)، وأبو يعلى في «مسنده» رقم (4999).