وشكا إليه
الصحابة أن أحدهم يَجِدُ فِي نَفْسِهِ، لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ
مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ
أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ» ([1]).
*****
من الشيطان، وينفث عن يساره ثلاث مرات، ففعل
ذلك، فمنع الله عز وجل الشيطان منه، واطمأن رضي الله عنه في صلاته.
قوله: «لَأَنْ
يَكُونَ حُمَمَةً»؛ أي: يحترق، حتى يصير قطعة من الفحم.
هذا علامة الخير؛
إذا كره أن يتكلم بالشر، هذه علامة الخير، وعلامة الإيمان، إذا كره ما يقوله له
الشيطان، هذه علامة الخير، وعلامة الإيمان.
رد كيد الشيطان إلى
الوسوسة؛ لأن الشيطان حريص على إضلال بني آدم، فإن تمكن من إضلالهم وصرفهم عن
الحق، فإنه لا يألو جهدًا في ذلك، ولكن إن لم يتمكن، ورأى أنهم متمسكون بالحق،
أتاهم من طريق الوسوسة، فهذا دليل على عجزه، والحمد لله.
وفي لفظ آخر للحديث: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِْيمَانِ» ([2])، إذا كره الإنسان وساوس الشيطان، فهذا صريح الإيمان.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5112)، وأحمد رقم (2097).