×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وأرشد صلى الله عليه وسلم من بلي بشيءٍ من وسوسة التسلسل في الفاعلين، إذا قيل له: هَذَا اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهُ؟ أن يقرأ: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3] ([1]).

وكذلك قال ابن عباس لأبي زميلٍ، وقد سأله: مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: «أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ»،

*****

التسلسل في الفاعلين؛ أي الخالق؛ بأن يأتي له الشيطان، ويقول له: الله خلق هذا الكون، فَمَنْ خَلَقَ اللهُ؟ يأتيه الشيطان، ويقول له هذا، فيدفع الشيطان بقوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ[الحديد: 3]، وكذلك يقول: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَفَرْتُ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ([2])، فحينئذ ينتهي.

هذه آية جامعة في الإخبار عن الله جل وعلا، أنه ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهُمَّ أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([3]). هذا تفسير الآية، وبهذا يندفع الشيطان.

أي يقع في هذا الأمر كثير من الناس، لكن يدفعونه بالإيمان.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (5110).

([2] أخرجه: مسلم رقم (134).

([3] أخرجه: مسلم رقم (2713).