وأرشد صلى الله
عليه وسلم من بلي بشيءٍ من وسوسة التسلسل في الفاعلين، إذا قيل له: هَذَا اللهُ
خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهُ؟ أن يقرأ: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: 3] ([1]).
وكذلك قال ابن
عباس لأبي زميلٍ، وقد سأله: مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟
قُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: «أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ؟» قُلْتُ:
بَلَى، قَالَ: «مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ»،
*****
التسلسل في
الفاعلين؛ أي الخالق؛ بأن يأتي له الشيطان، ويقول له: الله خلق هذا الكون، فَمَنْ
خَلَقَ اللهُ؟ يأتيه الشيطان، ويقول له هذا، فيدفع الشيطان بقوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ
وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: 3]، وكذلك
يقول: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَفَرْتُ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ([2])، فحينئذ ينتهي.
هذه آية جامعة في
الإخبار عن الله جل وعلا، أنه ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ﴾، وقد فسرها النبي
صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهُمَّ أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ
شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ
فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([3]). هذا تفسير الآية،
وبهذا يندفع الشيطان.
أي يقع في هذا الأمر كثير من الناس، لكن يدفعونه بالإيمان.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5110).