×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فَإِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: ﴿ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3] ([1]).

فأرشدهم بالآية إلى بطلان التسلسل ببديهة العقل، وأن سلسلة المخلوقات في ابتدائها تنتهي إلى أول ليس قبله شيء، كما تنتهي في آخرها إلى آخرٍ ليس بعده شيء.

كما أن ظهوره -سبحانه - هو العلو الذي ليس فوقه شيء، وبطونه هو الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء.

ولو كان قبله شيء يكون مؤثرًا فيه لكان هو الرب الخلاق، فلا بد أن ينتهي الأمر إلى خالقٍ غنيٍّ عن غيره، وكل شيء فقير إليه قائم بنفسه، وكل شيء ٍقائم به موجود بذاته، قديم لا أول له، وكل ما سواه فوجوده بعد عدمه

*****

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

لا أحد يحول بين الله عز وجل وبين خلقه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [البقرة: 29].

لا بد أن ينتهي إلى خالق غني عن غيره، لا يحتاج إلى خلقه، وهو الله سبحانه وتعالى.

كل الكون موجود بعد العدم، إلا الله؛ فليس له بداية سبحانه وتعالى، «أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ»، وكل المخلوقات متسلسلة إلى نهاية


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (5110).