×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

باقٍ بذاته، وبقاء كل شيءٍ به.

وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولَ قَائِلُهُمْ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ، ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئً، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ» ([1]).

*****

 تنتهي إلى الله جل وعلا؛ لأنه هو الذي خلقها، وبدأها، وأوجدها، قال تعالى: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ[الطور: 35- 36].

قوله: «وبقاء كل شيءٍ به»؛ أي: بالله سبحانه وتعالى، كل المخلوقات موجودة بعد عدم، وبقاؤها إنما هو بالله، بإبقاء الله لها؛ فكما أن إيجادها بإيجاد الله لها، فإن بقاءها بإبقاء الله لها سبحانه وتعالى.

قوله: «وَلْيَنْتَهِ»؛ أي: ينتهي عن التفكير، يقطع التفكير، ويستعيذ بالله من الشيطان.

بعض الناس يقول: أنا غير مقتنع، لا بد أن أقتنع، وإن هذا من باب الاقتناع. الذي لا يقتنع بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لن يقتنع أبدًا، إذا فتح على نفسه باب الأسئلة، لكنه إذا انتهى إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، استراح، ومن لم يقتنع بالكتاب ولا السنة، فلن يقتنع أبدًا، ولن يقف الشيطان معه على شيء.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3276)، ومسلم رقم (135).