×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وقد قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [فصلت: 36].

ولما كان الشيطان نوعين: نوعًا يُرَى عيانًا، وهو الإنس، ونوعًا لا يُرَى، وهو الجن، أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر الإنسي بالإعراض، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، وشر الجني بالاستعاذة.

*****

قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ [الأعراف: 200]، أي نزغ: وساوس، غضب، أي شيء من الشيطان يقطعه الاستعاذة بالله، الجأ إلى الله سبحانه وتعالى، ويطرده عنك.

الشيطان يكون من الإنس، ويكون من الجن.

الشيطان: هو المتمرد العاتي، سواء كان من الجن أو الإنس، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ[الأنعام: 112].

شيطان الإنس يدفع بالعفو، والإعراض عنه، والتسامح معه؛ حتى يذهب شره.

وشيطان الجن يدفع بالاستعاذة، قال -تعالى-: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ[فصلت: 36].

435 والدفع بالتي هي أحسن، قال تعالى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ[فصلت: 34]، يتحول إلى وليّ، بدلاً من العداوة تحول إلى ولي حميم أي: صديق بسبب العفو، وبسبب الإعراض عنه وعدم مؤاخذته.


الشرح