وجمع
بين النوعين في سورة الأعراف،
*****
قال تعالى: ﴿خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ
بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ ١٩٩ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ
إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 199- 200].
ذكر الله عز وجل
الأمرين في سورة الأعراف:
الأمر الأول: ما يأتي من شياطين
الإنس في قوله تعالى: ﴿خُذِ
ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]،
هذا الذي تتم به معالجة شيطان الإنس.
الأمر الثاني: قوله
تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200]، هذا الذي يعالج به شيطان الجن.
كما ذكرنا؛ جمع بين
النزغين في سورة الأعراف:
النوع الأول: قال
تعالى: ﴿خُذِ
ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]،
هذا لبني آدم.
والجهل هنا في قوله:
﴿وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ ليس المراد به هو
عدم العلم، وإنما الجهل هنا هو أن كل من عصى الله عز وجل، فهو جاهل.
ويطلق الجهل -أيضًا-
على عدم الحلم، ومنه قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد
علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ([1])
الجهل المراد به هنا: عدم الحلم، وهذا كله يدفع بالعفو والمقابلة بالتي هي أحسن.
([1]) انظر: جمهرة أشعار العرب (1/ 87، 300)، وعيون الأخبار (2/ 210).