×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ولما كان الغضب والشهوة جمرتين من نار في قلب ابن آدم، أمر أن يطفئهما بما ذُكر؛ كما قال تعالى: ﴿ أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ٤٤ وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 44- 45]. وهذا إنما يحمل عليه شدةُ الشهوة، فأمرهم بما يطفئ به جمرتها، وهو الاستعانةُ بالصبر والصلاة.

ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة، وكان نهايةُ قوة الغضب القتل، ونهاية قوة الشهوة الزنا، قرن بينهما في سورة الأنعام، والإسراء، والفرقان.

*****

بالاستعاذة بالله من الشيطان، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ [فصلت: 36]، والغضب نزغ من الشيطان.

الشهوة تعالج بأمرين: الصبر والصلاة، قال تعالى: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ٤٤ وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 44- 45]، فهذا يستعان به على قمع الشهوة: الصبر والصلاة.

وقبلها -أيضًا- منع النفس، أنت تنهى الناس، وتأمرهم بالبر، وتنهاهم عن الشر، عليك بنفسك أول شيء، قال تعالى: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ [البقرة: 44]، فأول شيء النفس:

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلهُ   عار عليك إذا فعلت عظيمُ

فابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ

جاء النهي عن الزنا، والنهي عن القتل في سورة الأنعام في الآيات الثلاث، مبدوءة بقوله تعالى: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ


الشرح