فصل في ألفاظ كان صلى الله عليه وسلم يكره أن تقال
فمنها: خَبُثَتْ
نَفْسِي، أو جَاشَتْ ([1]).
*****
الألفاظ على ثلاثة
أقسام:
النوع الأول: ألفاظ طيبة؛ كلم
طيب، هذا يحبه الله عز وجل، ويحبه رسوله؛ ففيه أجر، وفيه خير، وهو ذكر الله جل
وعلا، وتلاوة القرآن، وقراءة الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا
كلام طيب.
النوع الثاني: كلام خبيث محرم؛
الغيبة، النميمة، الشتم، السباب، هذا كلام خبيث، لكنه إذا أتى بكفارة المجلس، كفر
الله عز وجل عنه ذلك، إذا كان قال هذا الكلام في المجلس.
وإذا كان قد اغتاب
أحدًا، أو نَمَّ على أحد، فإنه يتوب إلى الله عز وجل، فإن تمكن أن يطلب الإباحة،
والتحلل ممن اغتابه، فهذا واجب، وإلا إن خاف إن أخبره، يزيد عليه بغضًا أو طلبًا،
أو لم يتمكن من رؤيته، فإنه يدعو له، ويثني عليه.
النوع الثالث: الكلام المحتمل؛
يحتمل معنى طيبًا، ويحتمل معنى سيئًا، فهذا الكلام ينبغي للمسلم أن يتجنبه، ولا
يتلفظ به؛ لأنه محتمل.
قوله: «خَبُثَتْ نَفْسِي»، إذا صار عنده غثيان، فلا يقل: «خَبُثَتْ نَفْسِي»؛ لأن الخبث مكروه، والنفس الخبيثة مكروهة، ولكن
الصفحة 1 / 613