ومنها: أن يسمي
العنب كرمًا ([1]).
وقول الرجل:
هَلَكَ النَّاسُ، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ ذَلِكَ، فَهُوَ
أَهْلَكُهُمْ» ([2]).
*****
يقول: «لَقِسَتْ
نَفْسِي»؛ أي: حصل عندها غثيان، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى اللفظة
البديلة، التي ليس بها معنى سيئ.
العنب لا يسمى
بالكرم؛ لأن الكرم هو المؤمن، فلا تسمى شجرة العنب باسم المؤمن، وإنما تسمى
بالعنب، الذي سماها الله عز وجل به.
قال تعالى: ﴿وَجَنَّٰتٖ مِّنۡ أَعۡنَابٖ﴾ [الأنعام: 99]،
وقال تعالى: ﴿وَعِنَبٗا
وَقَضۡبٗا﴾ [عبس: 28]. فيسمى العنب بالاسم الذي سماه الله به، ولا
يقال: الكرم.
قوله: «هَلَكَ
النَّاسُ»، هذه مشكلة، وهذا كلام سيئ؛ لأنه حكم على الناس أنهم كلهم هلكوا،
هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: أن
هذا في معناه تزكية نفسه؛ أنه يزكي نفسه، ويسند الهلاك إلى الناس، فهو يزكي نفسه،
ويصف الناس كلهم بالهلاك، فلا يقال هذا الكلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا قَالَ الرَّجُلُ قَدْ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكَهُمْ»،
بالفتح، أو «أَهْلَكُهُمْ»، بالرفع، أي: أشدهم هلاكًا.
قوله: «فَهُوَ أَهْلَكَهُمْ»، أي: أَهْلَكَهُمْ بكلامه، بمعنى: جعلهم هالكين، أو «فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ»، أي: أشدهم هلاكًا؛ فهو يزكي نفسه.