وفي معناه: فسد
الناس، أو فسد الزمان، ونحوه.
ونهى صلى الله
عليه وسلم أن يقال: «مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا»، بل يقولُ: «مُطِرْنَا
بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ».
*****
«فَسَدَ النَّاسُ»: هذا معناه أنه حكم
على الناس كلهم بالفساد، وهذا ليس بصحيح؛ إذ ليس كل الناس فاسدين، أو أنه يزكي
نفسه.
أو «فسد الزمانُ»:
هذا ذم للدهر، ولا يجوز ذم الدهر والزمان.
لأن في هذا إضافة
المطر إلى النوء، والنوء معناه: النجم؛ طلوع النجم، أو غروب النجم؛ إذ كانوا في
الجاهلية ينسبون الأمطار إلى المطالع والأنواء - أي: النجوم-، وهذا من الاستسقاء
بالنجوم، وهذا من أمور الجاهلية، المطر ينسب إلى الله عز وجل، فينبغي أن يقول: «مُطِرْنَا
بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ»، هذا الذي كان يقوله رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولا يقال: «مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا».
قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: 75- 76]، إلى قوله تعالى: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: 82]؛ أي: أنكم تنسبون المطر إلى النجوم، وهي مخلوقة لله عز وجل، ومن هذا ما نسمع ونقرأ في الصحف الآن: كوراث طبيعية، ومناخات، وما أشبه ذلك، فتنسب الكوارث إلى الطبيعة، ولا يقال: هذا بقضاء الله وقدره، وأن هذه عقوبات من الله، ويذكِّرون الناس، بل يقولون: «لا تقولوا: إن هذه الكوارث بسبب المعاصي، وإنها عقوبات»؛ يحذرون من هذا، نسأل الله العافية!