فإن عجز، انتقل
إلى اللسان، فإن عجز، جاهد بقلبه، فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد، و«مَنْ مَاتَ
وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ
النِّفَاقِ» ([1]).
*****
ولي الأمر -الملك-
ليس له سلطة على بيتك في الدخول، بيتك تحت سلطتك أنت، فأنت المسؤول عن بيتك، وأنت
صاحب السلطة في بيتك.
أي: إن عجز عن هذه
الأمور؛ كمن ليس عنده سلطة، ليس عنده علم؛ يبين بالحجة والدعوة، ليس عنده علم، لكن
عنده غيرة، وهو إنكار المنكر بقلبه.
وليس المقصود إنكار
المنكر بقلبه هو أن يخالط العصاة، ثم يقول: أنا منكر عليهم، ولم أرض بفعلهم، لا.
المقصود بإنكار المنكر هو اعتزالهم، ينكر المنكر بقلبه، ويعتزل أهل المنكر، ولا
يجلس معهم.
هذه ثلاث عشرة
مرتبة، احفظوها، وأحصوها؛ فهي مفيدة جدًّا، هذا فقه عظيم في الجهاد في سبيل الله.
بعض الناس يقول: إن
الجهاد في سبيل الله بحمل السلاح والقتل. هذا ليس صحيحًا، حمل السلاح هو المرتبة
الأخيرة، وقبله مراتب كثيرة، اثنتا عشرة مرتبة، لا بد من تحقيقها.
الذي ليس عنده أي شيء من هذه المراتب، فإنه من المنافقين؟ «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ»، فالمنافقون هم الذين يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1910).